كثير من الناس تدهشهم المعدلات العالية لاستهلاك الوقود في سياراتهم، ويقطعون بسبب ذلك رحلة طويلة من المتاعب والتكاليف بين ورش الاصلاح والصيانة لمعرفة الأسباب التي تجعل سياراتهم تستهلك هذه الكمية من الوقود التي تفوق معدلها الطبيعي مقارنة بالمسافات المقطوعة كالمعتاد.الرحلة تبدأ بالكشف عن جهاز ضخ الوقود (الكربارتير) وإصلاح ما به من عيوب قد تتعلق بالأكس والباب أو العوامة أو مجموعة (البكات) واستبدال طقم (الجوانات). وتنتقل الرحلة بعد ذلك الي استبدال شموع الاحتراق ومعالجة عيوب الدائرة الكهربائية المتعلقة ببث شرارة الاحتراق لغرفة الحريق، وتنظيف فلاتر الهواء، ومع ذلك تظل المشكلة قائمة فينصح البعض بأهمية مراجعة ضبط ضغط هواء الاطارات بصفة مستمرة وفق المعدلات القياسية في فصلي الصيف والشتاء لكي لا يتم التحميل علي الموتور بما يؤدي لزيادة استهلاك الوقود، أو ينصح بمراجعة ماقد يصيب علب (الشكمان) من انسداد بالمواد الكربونية المتراكمة نتيجة لخروج العادم فترفع من درجة حرارة الموتور وتؤدي بالتالي الي التحميل عليه وزيادة معدلات استهلاك الوقود. ونفس الأمر بالنسبة لدورة التبريد التي تؤدي أيضا في حال وجود عطب بها الي نفس النتيجة. وهناك من يضطر الي توقيف عمل المحرك في الاشارات الضوئية التي تستغرق وقتا طويلا توفيرا لاستهلاك الوقود.من هنا يتضح أن أسباب استهلاك الوقود بمعدل غير طبيعي هي أسباب متعددة ومتشعبة ورحلة البحث في علاجها تستغرق الكثير من الجهد والوقت والمال وتعب الأعصاب وقد تكون كل هذه المكونات سليمة بعد الكشف عليها كما يقول الخبراء والعيب الوحيد غير ملتفت اليه بالمرة، إذ يظن قائد السيارة أن العيب في سيارته ولا يذهب تفكيره مطلقا الي أن العيب فيه هو نفسه، عندما يكون فاقدا لتعليمات القيادة الصحيحة. فالخبراء يؤكدون من خلال آخر الأبحاث التي ظهرت في ألمانيا أن سائقي السيارات يمكنهم توفير خمس استهلاكهم من الوقود عن طريق القيادة الهادئة والاحتفاظ ببرودة الأعصاب. وذلك بواسطة ترك مسافة كافية وجيدة بينك وبين السيارة التي أمامك. لأن ذلك لن يضطرك الي لمس (الفرامل) دون ضرورة. فالتعامل مع (المكابح) أو الفرامل بدون داع يؤدي الي اهدار الطاقة ومزيد من استهلاك الوقود وينصح باستخدام قوة الكبح الخاصة بالمحرك عن طريق الغيارات العكسية. لأن القيادة المندفعة مع سرعة تغيير السرعات وتغيير الحارات المستمر في (الجير) الفتيس لتقليل أو زيادة السرعة، واستخدام الفرامل بحدة كل ذلك يؤدي الي استهلاك مفرط للوقود. ويؤكد الخبراء أن كل ذلك يحدث إما لجهل السائق بفنون القيادة السلسة المطلوبة أو لممارسة القيادة بعصبية وتوتر. ويؤكدون أيضا أن القيادة برفق وسلاسة لا تخفض فحسب من استهلاك الوقود ولكن تحتفظ بضربات القلب وضغط الدم عند المستويات الطبيعية.النصيحة الأخيرة للخبراء وفق ما جاء في هذا البحث تقول (قبل أن تتهم سيارتك بما ليس فيها بالنسبة لشراهة استهلاكها للوقود.. اسأل نفسك أولا.. هل أنت بارد الأعصاب وتجيد فنون القيادة السلسة الطبيعية كما يجب لكي لا تدخل في رحلة طويلة من المتاعب التي تكلفك الكثير لتغيير ما قد لا تحتاج الي تغييره من قطع في سيارتك وأنت لا تدري العيب الحقيقي!!).